تحرص حكومة الإمارات على عقد اجتماعاتها السنوية بمشاركة صناع القرار وفرق العمل في الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية؛ بهدف تحقيق التكامل والشراكات الاستراتيجية التي من شأنها تحويل التحديات الراهنة إلى فرص تنموية تسهم في تعزيز منظومة العمل الوطني وتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، والمساهمة في رخاء مستقبله واستدامته، وصولاً إلى مئوية الدولة 2071.
وقد تابعنا وبكل اهتمام حزمة المبادرات والمشاريع الوطنية التي تم الإعلان عنها أو استعراض نتائجها القيمّة والمقدرة والتي تبعث فينا الفخر والاعتزاز كإماراتيين، وتؤكد أن حكومتنا لا ترضى إلا بالمركز الأول، وأن المواطن أولاً، والوطن في كل حين هو منبع للخير والازدهار، وأن الإمارات حريصة على المشاركة الفعالة وترك بصمتها في كل ما يسهم في تحقيق التنمية البشرية المستدامة محلياً ودولياً، وأنها بحق وجدارة نموذج مثالي يحتذى به عالمياً.
ومن أبرز الملفات التي تم تسليط الضوء عليها هو ملف الإسكان وذلك حرصاً من حكومة الإمارات على تلبية احتياجات الأسرة الإماراتية، وتمكينها للعيش بجودة ورفاهية خلال الخمسين عاماً القادمة، من خلال توحيد الجهود الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير مساكن ومرافق عامة وفق تقنيات متطورة ومبتكرة، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتسريع الخدمات، وتبسيط إجراءات تقديمها والحصول عليها مثل توصيل خدمات المياه والكهرباء لمساكن المواطنين.
وقد تم التركيز على الملفات الداعمة لمبادئ الخمسين والتي من شأنها المساهمة في تعزيز اقتصادنا الوطني وتنافسيتنا وترسيخ وحدتنا وهويتنا الوطنية وسمعتنا العالمية بتحديث القوانين والتشريعات الجاذبة للاستثمارات، وتقليل المدة المستغرقة لإنجاز الأعمال، والتوازن بين الجنسين، وترسيخ مبادئ السلام والعدل والمساواة والأخوة الإنسانية، ومواصلة الجهود في دعم المبادرات الإنمائية والإنسانية، وتعزيز علاقاتنا الدولية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكان للشباب نصيب في أجندة هذا الاجتماع؛ لأنهم الأمل والمستقبل لغد أكثر ازدهاراً واستدامة، حيث أكدوا بولائهم الوطني وحسهم الواعي والمسؤول نجاحهم وبجدارة في جميع الملفات التي تم إشراكهم فيها، وفي ذات الوقت تقع على عاتقهم مسؤوليات كبيرة تتطلب منهم مواصلة التسلح بالعلم واكتساب المعارف التي تحاكي مئويتنا وتحديداً في مجالات الأمن الغذائي، والطاقة، والأمن السيبراني، والصحة والطب، والاقتصاد الرقمي، والحفاظ على كوكب الأرض، كما عليهم التحلي بمبادئ المرونة والابتكار والكفاءة الحكومية في استشراف المستقبل.
وواجبنا شكر حكومتنا الرشيدة على كل ما تقوم به لإسعادنا وإعلاء شأننا بين الدول والشعوب، وتقدير جهودها الوطنية من خلال التحلي بأخلاق المواطنة الصالحة، والمشاركة المجتمعية والوطنية في إنجاح المبادرات والمشاريع، والحفاظ على سمعتها، وسرد قصص إمارات الرخاء والاستدامة بكل فخر واعتزاز للعالم أجمع.