علياء الياسي – Alya Alyassi

Edit Content

تواصل معنا

الاتصال الداخلي

مررنا بأزمة مفاجئة طرأت على العالم.. غيرت من مفهوم إتمام الأعمال والمهام الوظيفية والإنجاز في مقار العمل، لينتشر مفهوما بيئة العمل الهجينة والعمل عن بعد، وكانت دولة الإمارات من أوائل الحكومات التي تبنت هذا الفكر التنموي الحديث لما تتمتع به من تقدم في البنية التحتية التقنية والتكنولوجية وجودة الاتصالات والبرامج والخدمات ذات الكفاءة الرقمية ومهارة مواردها البشرية.

ولأن الاهتمام بإنسان الوطن هو أساس تقدم الإمارات ونهضتها طوال الخمسين عاماً الماضية، وأملها في تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات العملية والعلمية والتطويرية بهدف تعزيز جودة الحياة وتحقيق الرفاهية لبني البشر دون تمييز.

وبعد التجربة التي مررنا بها أدركنا بأن تطبيق نظام العمل عن بعد أسهم في تحقيق التوازن بين العمل والعلاقات الأسرية، وضمان استمرارية الأعمال خلال الظروف الطارئة، وزيادة خيارات العمل لأصحاب الهمم، والحد من انتشار جائحة كورونا، والتقليل من النفقات وتقليص عمليات الطباعة وتعزيز مفهوم التنمية الخضراء المستدامة.

لفت انتباهي جملة قرأتها من ايمي سي ادموندسون وهي مؤلفة وأستاذة في جامعة نوفارتيس الخاصة بالقيادة من مدرسة هارفارد للأعمال في أحد التقارير المتعلقة ببيئة العمل والثقافة المؤسسية؛ حيث قالت: الكثير يسأل عما إذا كنا سنعود إلى ما كنا عليه قبل الجائحة، والصعوبة تكمن في كلمة «العودة» والتي يجب أن نستبدلها بتخطيط ذي نظرة استشرافية للذهاب إلى المستقبل وتجنب الرجوع إلى الخلف.
ومن هنا لابد أن نتوقف عند الدور الأساسي والمحوري الذي يلعبه الاتصال الداخلي في المؤسسات لنشر الثقافة المؤسسية المنبثقة من الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية ومجموعة القيم التي لابد من غرسها في فريق العمل لتعزيز الولاء والانتماء الوظيفي لديهم.
ومن الجيد إعداد خطة واضحة للفعاليات الداخلية والتي من شأنها تعزيز ثقافة العمل المؤسسي وتوعية الموظفين بأهمية أدوارهم على الرغم من تفاوتها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الخاصة بجهات عملهم والتي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما أنه لابد من تحديد مسارات التقدم والازدهار الوظيفي من خلال إعداد البرامج التدريبية والتخصصية للتطور المهني، وتوعيتهم ببروتوكول العمل والتواصل مع الآخرين في العالم الافتراضي، وضمان إمكانية وصول الموظفين العاملين بنظام العمل عن بعد إلى الأدوات اللازمة والتأكد من إشراكهم في الاجتماعات والنقاشات عن بعد وأخذ آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم بعين الاعتبار.
وهنا لا تقل مهارات التواصل الفعال لدى الموظفين أهمية عن المهارات الأخرى وتحديداً في البيئات الهجينة التي يستخدم فيها الموظفون التقنيات والبرامج الذكية لإتمام أعمالهم وإنجاز مشاريعهم عن بعد.
على الموظف أن يحرص على أن يكون متاحاً وسهل الوصول إليه من قبل زملائه أو المسؤولين خلال ساعات العمل، ويوصى بأن يسعى الموظف للاجتهاد وتعلم المهارات التقنية الداعمة التي تساعده على تسهيل مهامه وإتمام عمله بطريقة سريعة وذكية تعبر عن شخصيته، لاسيما أن المعلومات متاحة للجميع وبضغطة زر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *