وضعت القيادة الرشيدة الإنسان في قائمة أولوياتها، إيماناً منها بأن ثروة دولة الإمارات الحقيقية هي في الاستثمار بالعنصر المواطن، وفي تمكينه من القيام بالأدوار التي تساهم في تحقيق النهضة التنموية المستدامة، لاسيما وأننا نعيش في عالم سريع في تغيّراته، متلاحقاً في تطوراته التقنية والعلمية، مملوءاً بالفرص الكبيرة التي تحتاج إلى كوادر وطنية متخصصة تستطيع أن تقود مستقبلنا في قطاع الاتصال الاستراتيجي، وقادرة على إبراز المنجزات الإماراتية العظيمة، ورواية قصة نجاحها في كل المجالات، ونقلها إلى العالم أجمع.
وقد أسست دولة الإمارات منظومة اتصال حكومي وإعلام استراتيجي وفق أفضل المعايير العالمية، من خلال إطلاق استراتيجياتها وسياساتها الإعلامية التخصصية، والقوانين والتشريعات واللوائح التنفيذية الداعمة للعمل الإعلامي، بهدف تعزيز سمعة الدولة وإبراز عناصر قوتها الناعمة، وبناء نظام متكامل للاتصال الحكومي في الجهات الاتحادية، والتركيز على تحقيق التوازن وتكامل العلاقات الاستراتيجية بين جميع الجهات، الاتحادية والمحلية والدولية، في تنظيم المبادرات والمشاريع الإعلامية، المحلية والدولية، وتعزيز التواصل الفعال مع المؤسسات الإعلامية، المحلية والدولية، والمؤثرين أصحاب المحتوى الهادف والرصين في إيصال الرسائل الاستراتيجية والإعلامية، والتصدي الفعال للقضايا والأزمات الإعلامية.
وفي مطلع يناير/ كانون الثاني 2023 أطلق المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات الدورة الجديدة من برنامج «خبراء الاتصال الحكومي»، تأكيداً من حكومة الإمارات على الدور الذي تقوم به فرق الاتصال الحكومي في تطوير المبادرات الاتصالية ودعم توجهات الحكومة في إيصال قصص نجاحها للعالم، وتحقيق المستهدفات المستقبلية، وتحويل السياسات والاستراتيجيات إلى واقع ملموس بالاعتماد على كوادر وطنية مؤهلة ومتخصصة قادرة على تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
ويُعد البرنامج الذي يشارك فيه مديرو الاتصال الحكومي، والمسؤولون من الجهات الحكومية المعنيون بالاتصال والإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، والأكاديميون والخبراء المتخصصون، بمثابة منصة تفاعلية لتبادل المعرفة والمهارات والاستفادة من الخبرات الإعلامية.
وسلط البرنامج الذي حظيت بأن أكون أحد منتسبيه، الضوء على أحدث التوجهات الإعلامية والاتصالية، وإدارة الأزمات الإعلامية، ومهارات المتحدث الرسمي والتواصل المباشر مع وسائل الإعلام، وتطوير المحتوى وإدارته على منصات التواصل الاجتماعي، وأدوات التسويق الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، وتطوير الرسائل الإعلامية والاستراتيجية، ورواية القصص الحكومية بطريقة جاذبة، وتخطيط الحملات الاتصالية الحكومية لتلبي طموح دولتنا في مجال الاتصال الحكومي.
واختتم البرنامج بزيارة إلى المملكة المتحدة، للتعرف إلى أحدث التوجهات والممارسات الإعلامية المتبعة لدى المكتب الإعلامي للحكومة البريطانية، والقيام بزيارات ميدانية تم الاطلاع خلالها على أفضل ممارسات الاتصال الحكومي في عدد من المؤسسات التي سيتم عكسها في الأنشطة الاتصالية الخاصة بفرق العمل، وإتمام برنامج إعلامي متخصص بالتعاون مع كلية لندن للأعمال London Business School.
إن التجربة الإماراتية النموذجية في مجال الاتصال الحكومي دفعت عدداً من الدول للاستفادة من هذه التجربة بنقلها وتطبيقها في مجتمعاتها، من خلال إجراء المقارنات المعيارية أو تنفيذ البرامج التدريبية المشتركة للاستفادة والمساهمة الإيجابية في تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، والتواصل البنّاء بين الحكومات وأفراد المجتمع وتوعيتهم وتثقيفهم بكل ما يخدم أهداف التنمية المستدامة والازدهار الإنساني.