كعادتها، فإمارة الشارقة رمز الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تميزت بفكرها ومبادراتها وإسهاماتها الثقافية والأدبية على الصعد المحلي والعربي والإقليمي، لإيمانها بأهمية دور الثقافة في تعزيز التعايش الإنساني ونشر قيم التسامح والسلام والرحمة باعتبارها لغة الحوار الأسمى للتواصل الحضاري والفعال بين بني البشر في كل مكان وزمان.
وقد قدّم الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إنجازات جليلة للعوالم العربي والإسلامي والأوروبي من خلال مساهمات سموه الأدبية والفكرية وتأريخه لأبرز الأحداث والموضوعات المهمة، ومكرماته في تأسيس المراكز والمكتبات والمجمعات المعنية باللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية، منها مبنى دار الوثائق القومية المصرية في الفسطاط، ومجمع اللغة العربية في القاهرة، ومركز الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، ومراكز ثقافية في كل من غرناطة وفولفسبورغ وبنسبرغ الألمانيتين وغيرها؛ بهدف حفظ المخططات والكتب التاريخية والثقافية المهمة.
وتواصل الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي دورها في دعم الكتب والكتّاب والأدباء والمثقفين بكل فئاتهم وتحديداً فئة اليافعين. ونرى جهودها في الاحتفاء بأصحاب الصناعات الثقافية وتبني نتاجهم الفكري والأدبي ونشره محلياً ودولياً وإشراكهم في مجالس الإدارات، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في المعارض الدولية المتخصصة باعتبارهم أحد أهم عناصر القوة الناعمة الإماراتية وأهم عنصر في حفظ الإرث الإنساني وسرده للمجتمعات كافة.
ولعل إعلان هيئة الشارقة للكتاب انسحابها من معرض فرانكفورت بسبب ظهور موقف سياسي يعبر عن تحيز غير موضوعي وغير عادل لطرف معين في ما يحدث في فلسطين يبين موقفها الدائم والمستمر المنطلق من أن الثقافة هي اللغة الأسمى للحوار واحترام التعددية الثقافية واحتواء الآخر بعيداً عن السياسة والعرق وغيرهما من التحيزات التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
نشيد بهذا الموقف الذي يبرز الجهود التي تقوم بها الشارقة رمز الثقافة والسلام وأحد رموز الثقافة العربية التي تحرص على دعم مصالح الأمتين العربية والإسلامية والتضامن مع شعوبهما.