تفوقت دولة الإمارات في استخدام التكنولوجيا، ومع الانفتاح التقني والتقدم الذي حققته في تقارير التنافسية العالمية والدراسات المتخصصة فقد تصدرت قائمة الدول الأكثر استخداماً للإنترنت وانتشار قنوات التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بنسبة 99%.
وقد ساعد سهولة استخدام قنوات التواصل الاجتماعي وانتشار برامج الذكاء الاصطناعي في إعداد وإنتاج محتويات إعلامية وتسويقية بطريقة جاذبة تسهل عملية إيصال الرسائل أو الخدمات أو المنتجات إلى الفئات المستهدفة، وهو الأمر الذي حرصت من خلاله القطاعات الإعلامية على إدراجه في خططها التسويقية وأنشطتها الاتصالية.
ولكن من الضروري مراعاة الفئات الخاصة التي يصعب عليها استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة وأعني تحديداً فئة كبار المواطنين، وأصحاب الهمم، والأطفال، والعمال، والشعوب من العالم الذي لا ينتشر فيه الانفتاح التقني؛ حيث يجب أن تتضمن الخطط الإعلامية التوازن بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث عند التخطيط للتسويق أو الترويج لأي منتج أو مبادرة أو خدمة، واختيار الوسائل التقليدية الأكثر استخداماً، وذلك بعد تحليل بيانات الجمهور المستهدف، وتحديد اللغة المفضلة لديهم، والأوقات التي تناسبهم، وطريقة التواصل التي تتلاءم مع احتياجاتهم وتتناسب مع ظروفهم لضمان نشر المعرفة وتحقيق التوعية المطلوبة.
الإمارات تحرص على إسعاد شعبها وكل مقيم على أرضها، وخدمة أفراد المجتمع، وتقديم الدعم لهم من خلال إطلاق حزمة من التسهيلات والمميزات والخدمات والبرامج الاجتماعية، التي تحقق جودة حياتهم ورفاهيتهم وتراعي فروقهم الفردية، والتي من المهم أن نضمن التعريف بها وإيصال أهدافها إلى الفئات التي لا تزال تفضل وسائل الإعلام التقليدي، في ظل الانفتاح التكنولوجي الذي نتميز به ويشهده العالم.
ويأتي هنا دور المؤسسات الإعلامية التقليدية من صحف ومطبوعات وإعلام مرئي ومسموع في تطوير منظومة إعلامية تقليدية ببصمة مبتكرة، يتم من خلالها توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من المميزات التي تقدمها الطابعات ثلاثية الأبعاد، والمؤثرين الذين من الممكن أيضاً أن يخصصوا موادّ إعلامية يتم نشرها والتسويق لها في الإعلام التقليدي، والاستفادة من المراكز والأماكن العامة، والاستفادة من الشباب المتميزين ممن لهم بصمة في رواية القصة بعناصر تحتوي على الابتكار والإبداع الإعلامي.
كما أن عليها دوراً توعوياً يتمثل بتثقيف هذه الفئة بالتقدم التقني والإنجازات التكنولوجية المتحققة والبنية الرقمية التي تفردت بها دولة الإمارات وما يحدث في العالم الافتراضي.
إن الإعلام التقليدي لا يقل أهمية عن الإعلام الحديث؛ حيث إنه يلعب دوراً تكميلياً في التوعية والتسويق ونشر المعرفة للجميع.
ويبقى السؤال الأهم عند تقييمنا لخططنا الإعلامية ومراجعتها مع فرق العمل استعداداً للمرحلة القادمة.. وهو: هل راعينا هذه الفئات الخاصة عند مخاطبة الجمهور من خلال قنوات التواصل الاجتماعي؟