أعلنت قيادتنا الرشيدة أن العام 2023 هو «عام الاستدامة»، وذلك لإيمانها بأن الاستدامة محور أساسي في استمرارية النجاحات والإنجازات التنموية التي بدأها الآباء المؤسسون، وبأن هذا المفهوم الحضاري لا يقتصر على الحكومات فقط، وإنما يجب أن يمتد ليشمل أفراد المجتمع من كافة الشرائح، والمهتمين بملفات وموضوعات مختلفة من خلال نشر الوعي حول قضايا الاستدامة، والتشجيع على المشاركة المجتمعية، وتعزيز العمل الجماعي الدولي لتحويل التحديات التي تواجه الاستدامة إلى فرص تسهم في تنمية البشرية وتحفظ الموارد لأجيال المستقبل.
وقد تميزت دولة الإمارات هذا العام بتنوع أجندتها الوطنية التي ركزت على إطلاق الاستراتيجيات والسياسات والمبادرات والفعاليات والأنشطة التي تسهم في ازدهار الأسرة الإماراتية، واستدامة كافة القطاعات التعليمية والطبية والمالية والاستثمارية والقضائية والصناعية والفضائية والإعلامية، ومشاريعها المعنية بالطاقة والبنية التحتية وجودة الحياة الرقمية، والرفاه الاجتماعي، والأمن الغذائي والثروة الحيوانية والسمكية، وكفاءة الخدمات الحكومية؛ لضمان استمرارية تقديمها بكل سهولة ويسر للمتعاملين وبضغطة زر، إلى جانب تفردها في إنتاج وقود الطيران المستدام التزاماً منها بسياسة السماء النظيفة.
وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» بداية من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مؤكدة أهمية التواصل البشري بين الدول والشعوب، لتوحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات للنصف بحلول 2030، بالتصدي لتداعيات تغير المناخ، وابتكار حلول جديدة لبناء مستقبل أكثر استدامة. وهي فرصة لتحسين حياة المجتمعات بمواجهة تأثيرات تغير المناخ، وإطلاع العالم على ما وصلت إليه الإمارات لاستدامة المناخ، وتقديم نموذج إماراتي قابل للتطبيق عالمياً.
وهذه المناسبة الدولية المهمة يجب أن تضعها وسائل الإعلام والمؤثرون في مقدمة رسائلهم الإعلامية ومحتوياتهم لتوعية الشباب والمجتمعات من كل أنحاء العالم بأهمية دورهم في مواصلة الحفاظ على البيئة وكوكب الأرض، والتعهد بالمساهمة، وبشكل مسؤول، بالتقليل والحد من الظواهر التي تؤثر في الازدهار البشري، من أجل تحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة.