يصادف العام 2023 عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تأكيداً على الالتزام بمواصلة القيادة الرشيدة على النهج الذي أسسه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه– في الحفاظ على البيئة ودعم الاستراتيجيات الوطنية والأهداف التنموية التي تسهم في استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. فقد تفوقت دولة الإمارات في تنويع مصادر نظيفة للطاقة الكهربائية، وإنشاء مدن مستدامة، والاهتمام بمواردها المائية وتعزيز تنوعها البيولوجي والتحول الصناعي والنقل المستدام والاقتصاد الدائري وكفاءة الطاقة والأمن الغذائي إلى جانب ريادتها نحو الحياد المناخي والاستثمار في مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية مثل محطة براكة للطاقة النووية السلمية. بالإضافة إلى مبادراتها في إطلاق العديد من الجوائز البيئية والتخصصية الهادفة إلى تشجيع ودعم المبادرات المبتكرة محلياً ودولياً.
كما وأطلقت دولة الإمارات عدداً من الاستراتيجيات والسياسات والقوانين والتشريعات التي تدعم مفهوم الاستدامة في كافة القطاعات، ولعل أبرزها استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، والتي تهدف إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبحلول 2030 ستعمل «الأجندة الخضراء 2030»على تنفيذ ومتابعة المبادرات والمشاريع لتحقيق أبرز المنافع المتوقعة عند التحول إلى الاقتصاد الأخضر مثل ارتفاع الناتج الاجمالي المحلي، وزيادة الصادرات.
وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في نوفمبر 2023، لتوحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات للنصف بحلول 2030، بالتصدي لتداعيات تغير المناخ وابتكار حلول جديدة لبناء مستقبل أكثر استدامة، وهي فرصة لتحسين حياة المجتمعات بمواجهة تأثيرات تغير المناخ واطلاع العالم على ما وصلت إليه دولة الإمارات لاستدامة المناخ وتقديم نموذج إماراتي قابل للتطبيق عالمياً.
وتعدُّ هذه المناسبة الدولية المهمة والتي يجب أن تضعها وسائل الإعلام في مقدمة أجندتها لتوعية الشباب والمجتمعات من كل أنحاء العالم بأهمية دورهم في مواصلة الحفاظ على البيئة وكوكب الأرض والتعهد بالمساهمة وبشكل مسؤول عن التقليل والحد من الظواهر التي تؤثر على الازدهار البشري من أجل تحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة.