وضعت القيادة الرشيدة الإنسان في قائمة أولوياتها، إيماناً منها بأن ثروة دولة الإمارات الحقيقية هي الاستثمار في إنسان الوطن، وتمكينه من القيام بالأدوار التي تساهم في تحقيق النهضة التنموية المستدامة، لاسيما أننا نعيش في عالم سريع في تغيّراته، متلاحق في تطوراته التقنية والعلمية، مملوء بالفرص الكبيرة التي تحتاج إلى كوادر وطنية متخصصة تستطيع أن تقود مستقبلنا المزهر في جميع القطاعات، وقادرة على إبراز المنجزات الإماراتية العظيمة، ورواية قصة نجاحها ونقلها إلى العالم أجمع.
وقد أسست دولة الإمارات منظومة اتصال حكومي وإعلام استراتيجي وفق أفضل المعايير العالمية، لتعزيز سمعة الدولة وإبراز عناصر قوتها الناعمة، وبناء نظام متكامل للاتصال الحكومي في الجهات الاتحادية، والتركيز على تحقيق التوازن وتكامل العلاقات الاستراتيجية بين جميع الجهات الاتحادية والمحلية والدولية، وتعزيز التواصل الفعال مع المؤسسات الإعلامية، وأفراد المجتمع والمؤثرين أصحاب المحتوى الهادف والرصين في إيصال الرسائل الاستراتيجية والإعلامية، والتصدي الاستباقي والفعال للقضايا الاتصالية والأزمات الإعلامية.
وتعد برامج البث المباشر واحدة من الوسائل الاتصالية الناجحة التي تفردت بها الإمارات، وتحديداً الشارقة حيث يحظى برنامج «الخط المباشر» بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومداخلات سموه الاجتماعية والإنسانية المقدرة من الجميع التي ساهمت بتحويل التحديات إلى فرص بمثابة دروس قيادية ورسائل استراتيجية تؤكد ضرورة الاستماع والتواصل المباشر والفعال بين المسؤولين والجهات الحكومية وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين في كل وقت وحين. وما يقوم به صاحب السمو حاكم الشارقة خير مثال لنموذج الاتصال الحكومي الإماراتي الفعّال الذي يعكس متانة العلاقة بين الحكومة والشعب والاتصال الدائم والمستمر من أجل نهضة الوطن والمواطن، والحرص على متابعة فرق العمل لتطوير الخدمات وتحديث الإجراءات وتسهيل رحلة المتعامل وضمان تلبية احتياجات الفرد ليعيش بكرامة ورخاء.
ولضمان استدامة هذا النموذج الإماراتي في الاتصال الحكومي الفعال، لا بد من أن يكون أفراد المجتمع أكثر تفاعلاً مع هذه البرامج الوطنية من خلال الطرح الإيجابي والمبادرة باقتراح الأفكار والمشاريع التي من شأنها دعم حكومتنا الرشيدة في صناعة القرارات التي تركز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتنموية والاستثمارية، لاستكمال مسيرتنا النهضوية المستدامة للخمسين عاماً القادمة.